و تنشأ أهمية الإفصاح من حقيقة أن الغالبية العظمي من قراء القوائم المالية ليس لهم حق الاطلاع على دفاتر و سجلات المشروع و هو يعتمدون إلي حد كبير فى التعرف على أحوال المشروع من التقارير و القوائم المالية المنشورة , فضلا عما لهذة التقارير و القوائم من أهمية خاصة ناتجة عن أنها قد روجعت بواسطة شخص خارجي محايد و مستقل و اظهر رأيه فيها .
وما يزيد أهمية هذا المبدأ هو أن التقرير من أهم الوسائل التي تتخذ لتحديد مسئولية المراقب فيما ينسب إليه من تقصير أو إهمال عن أداء مهمته و قد حكم كثير بإدانة المراقب نتيجة عدم إفصاحه عن الأمور الجوهرية التي لها مساس بكيان الشركة , و عن مثال لذلك ما قضت به المحكمة بإدانة مراقب الحسابات لأنه لم يكشف أن الشركة قامت بأعمال خارج أغراضها و ذلك لأن عليه مسئولية فحص القانون النظامي للشركة و عقدها الابتدائي و معرفة أغراضها .
ومما يلقي الضوء على أهمية هذا المبدأ النتائج التي توصلت إليها إحدي الدراسات الأمريكية للتعرف على مدي فهم محتويات التقارير المحاسبية و مدي أفصاحها عن طبيعة النشاط الذي تعبر عنه , بحيث أظهرت هذة الدراسة ما يلي :
– 45% من المطلعين على القوائم المالية يعتقد أن الأرباح التي تظهر محل القوائم المالية أقل من الأرباح الحقيقية .
-59% من المطلعين عليها يعتقد أنه من الصعب عليهم فهم حساب الأرباح و الخسائر.
– 40% من المطلعين عليها لا يفهمون الكثير من المصطلحات و التعبيرات التي تظهر فى القوائم المالية .
و لا يقتصر الإفصاح بالطبع على الأرقام من خلال القوائم المالية لكن يمتد ليشمل ما ينبغي الإفصاح عنه من تفسيرات و حدود و قيود على دلالة القوائم المالية , لذلك نجد فى السنوات الأخيرة أن هذا الجانب قد ظهر متمما للقوائم المالية يسعر كل مطلع عليها للتعرف عليها .
و قد كان هذا المبدأ محل اهتمام لكثير من الدراسات فى الأدب المحاسبي Accounting Literature حول قيمة متطلبات الإفصاح و دورها فى أمكانية المقارنة , حيث أوضحت أن محتويات القوائم المالية ليست على نفس الدرجة فى كل الشركات , حيث يظهر بعضها الحد الأدني لذلك استجابة للمتطلبات القانونية فحسب , و بعضها يفصح عن معلومات و بيانات ذات حجم كبير عن ذلك الحد الأدني .
و قد أوضح Buzby العوامل المحددة لحجم المعلومات المطلوب الإفصاح عنها فى حجم الشركة و فيما إذا كانت أسهمها مقيدة فى بورصة الأوراق المالية من عدمه , و بعد دراسة لقوائم 88 شركة أتضح أن مدي الإفصاح فى التقارير السنوية يعتمد بصفى أساسية على حجم الشركة .
كما أوضح Grady أن طريقة وضع المعلومات فى التقارير المالية تؤثر فى فهمها و تحقيق هدف الإفصاح المحاسبي , و ذلك لأن المعلومات التي تظهر فى أول التقرير تحظي بالاهتمام و القبول أكثر من تلك المعلومات التي تظهر فى نهاية تلك التقارير أو القوائم المالية .
و لعل ذلك نجده واضحا فى فلسفة تبويب عناصر المركز المالي فى المنشآت المختلفة حيث نجد الأصول الثابتة تأتي أولا ضمن مجموع الأصول للشركات الصناعية , لتحل محلها الأصول المتداولة فى الشركات التجارية , لتحل محلها الأصول الحاضرة أو النقدية , فى البنوك و هكذا
و هنا تأتي ضرورة الموازنة بين مدخل التوحيد Uniformity و مدخل التنوع من منظور مدي تحقيق أهداف هذا المبدأ .
كما بجب دراسة أثر التوسع فى مجالات المحاسبة على طبيعة هذا المبدأ , و عن مضمون هذا المبدأ عرفه البعض بما يلي :
Disclosure in financial reporting is the presentation of information necessary for the optimum of efficient capital markets
و لعل هذا المبدأ من أقدم المبادئ المحاسبية التي عبر عنها S. Bary منذ عام 1514 م بأن مهنة المحاسبة هي إظهار الحقيقة أيا ما كان المال الذي تصل بنا إليه .
المصدر كتاب نظرية المحاسبة مدخل معاصر للدكتور محمود السيد الناغي .